نظام حوكمة المنظمات ايزو 37000

نظام حوكمة المنظمات ايزو 37000

في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها أصحاب المؤسسات في مختلف المجالات أصبح من الضروري تطبيق نظام حوكمة المنظمات ايزو 37000 والذي يهدف إلى النهوض بالمؤسسات وتعزيز الثقة بينها وبين المستثمرين حول العالم، فلا يمكن تحقيق نهضة وتطوير إلا بالاعتماد على نظام قوي عادل يحقق الشفافية، والنزاهة، والمنفعة للجميع، لذلك سنتعرف من خلال السطور التالية على نظام الحوكمة، وما هي مواصفة ايزو 37000؟ وأهمية تطبيق ذلك النظام في الشركات والمؤسسات بشكل عام.

ما هو نظام الحوكمة؟

نظام الحوكمة يتكون من مجموعة من القوانين والقواعد التي تسعى لإدارة المؤسسات وتوجيهها سواء مؤسسات عامة أو خاصة، حكومية أو غير حكومية، وهذا النظام يهدف إلى تحقيق الشفافية والنزاهة، والمراقبة، بما يحقق المنفعة العامة لجميع الأطراف داخل وخارج المؤسسات.

تعرف على نظام حوكمة المنظمات ايزو 37000

نسمع كثيرًا عن محاولة بعض المؤسسات تطبيق نظام حوكمة المنظمات ايزو 37000 دون أن نفهم المعنى الحقيقي لهذا النظام وأهم مبادئه، فهو نظام صادر عن المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ISO) يعتمد معايير دولية لتحديد المبادئ والقيم اللازمة لبدء تطبيق نظام الحوكمة داخل المؤسسات والشركات لمنع الفساد وتحقيق العدالة بين الجميع.

ما هي مواصفة الايزو 37000 لحوكمة المنظمات؟

كما ذكرنا سابقًا أنه تم وضع معايير دولية تحدد الإطار العام لهذا النظام، ومواصفة الايزو 37000 لحوكمة المنظمات هي شرح تفصيلي لتلك المعايير والمحاور التي تغطيها هذه المواصفة مثل:

  • مبادئ  نظام الحوكمة:
    فهي تضع معايير دولية لكيفية تحقيق النزاهة والشفافية وتحقيق مبدأ الرقابة والمساءلة في المنظمات، لمكافحة الفساد أو أي مشكلة أخلاقية يمكن أن تهدد سمعة المؤسسات.
  • مسؤولية مجلس الإدارة:
    تبين تلك المعايير العديد من المسؤوليات الواجبة على مجلس الإدارة داخل المؤسسات، ودورهم الرئيسي في توجيه ومراقبة أداء الجهة التنفيذية، والتأكد من أن النظام  الداخلي يسير وفق اللوائح والقوانين. 
  • كيفية إدارة المخاطر:
    أي مؤسسة أو منظمة قد تتعرض لبعض المخاطر أو المتغيرات السلبية في أي لحظة، لذلك يساعد نظام حوكمة المنظمات ايزو 37000 على إدارة الأزمات والمخاطر بشكل جيد، وذلك بوضع خطط مستقبلية للتصدي للمخاطر، وتدريب الجهة التنفيذية على طريقة تنفيذ تلك الخطط بنجاح.
  • العلاقة بين الأطراف المعنية:
    يهتم النظام بوضع معايير دولية تحكم العلاقة بين الأطراف المعنية داخل وخارج المؤسسات بدايةً من العاملين والإداريين بالداخل، وعلاقتهم بالأطراف الخارجية مثل المستثمرين والعملاء، وجميعها تقوم على تحقيق العدالة والمنفعة العامة.
  • تحقيق الاستدامة:
    بالطبع عندما يهتم النظام بتحقيق الشفافية والنزاهة، وحسن الإدارة، والتصدي للأزمات والمخاطر فهو يهدف إلى تحقيق الاستدامة، فلا يمكن أن تغفل تلك المعايير عن المقومات اللازمة لتحقيق أهداف دائمة للمؤسسات ومساعدتها للوقوف مثل الجبل في وجه أي أزمة أو فساد تحت أي ظروف.

أهمية تطبيق نظام حوكمة المنظمات ايزو 37000

أهمية تطبيق نظام حوكمة المنظمات ايزو 37000 كبيرة فهو نظام يعمل على تحقيق عدة أهداف تشكل البنية التحتية ومقومات النجاح لأي مؤسسة أو منظمة مثل:

  • تحسين سمعة ونزاهة المنظمة أو المؤسسة نتيجة لتحقيق معايير الشفافية، والنزاهة، والمراقبة الداخلية.
  • بناء كوادر مؤهلة لخوض التحدي ومواجهة أي مخاطر محتملة، ما يترتب عليه تقوية وتثبيت المؤسسة. 
  • من الطبيعي عند تحقيق العدالة الداخلية للمؤسسات ينعكس ذلك على كفاءة وإنتاجية العاملين بالمؤسسة.
  • ضمان استدامة المؤسسات التي تتبع نظام الحوكمة ISO 37000 وتحقيق نتائج مشرفة طويلة الأمد.
  • خلق الثقة وتعزيزها بين جميع الأطراف من  موظفي المنظمات، والمساهمين بها أو المستثمرين، وأفراد المجتمع أيضًا.

التحديات التي تواجه تطبيق مواصفة الحوكمة 37000

سنتعرف الآن على أهم التحديات التي تواجه تطبيق مواصفة الحوكمة 37000 وكيفية تداركها حتى يصبح نظام حوكمة المنظمات ايزو 37000 هو المعيار الأساسي الذي نقيس به نجاح المؤسسات:

  • الهيكل التنظيمي للمؤسسات:
    تختلف المؤسسات في حجم الهيكل التنظيمي ما يزيد من صعوبة تطبيق نظام حوكمة المنظمات ايزو 37000 على الجميع بطريقة موحدة، ويمكن تدارك ذلك بوجود بعض المرونة في التعامل مع المتغيرات أثناء تطبيق القانون بما يتناسب مع حجم المؤسسة. 
  • المقاومة الداخلية:
    قد يكون هناك صعوبة وتحدي كبير في تحقيق النزاهة والمساءلة داخل المؤسسة بسبب المقاومة الداخلية من بعض الأطراف المسؤولة التي ترفض العمل وفق تلك المعايير، لذلك يجب إتخاذ إجراءات حازمة لضمان تطبيق ذلك النظام على الجميع.
  • موارد بشرية مؤهلة:
    قد يفتقر المكان بالكوادر المؤهلة للعمل وفق نظام الحوكمة الجديد، لذلك يجب تدارك ذلك بتوفير فريق متخصص ومتكامل لتدريب العاملين والاستفادة من الموارد البشرية المتاحة.
  • الثقافة العامة للمؤسسة:
    بعض المؤسسات قد تتبنى الثقافة التقليدية والقديمة التي لا تتناسب مع نظام الحوكمة، لذلك يجب نشر الوعي بين العاملين بالجهة التنفيذية لتقبل الأفكار البناءة. 
  • التمويل والتكاليف:
    تطبيق نظام الحوكمة يحتاج إلى ميزانية لتأهيل وتدريب العاملين وقد يكون مكلفًا لبعض المؤسسات الصغيرة، لذلك يتوجب على المؤسسات الاهتمام بوضع ميزانية خاصة للنهوض بمستوى الشركة لتحقيق النزاهة والشفافية حتى يعود النفع على الجميع فيما بعد.
  • توافر قيادة حكيمة داعمة:
    قد يواجه تطبيق النظام مشكلة في توافر قيادات حاكمة تدعم تنفيذه، لذلك يجب إعادة هيكلة مجلس الإدارة بالمنظمات، ووضع من لديه خبرة وكفاءة لتحمل المسؤولية.

إن تحقيق نظام حوكمة المنظمات ايزو 37000 سيحدث طفرة كبيرة في طريقة إدارة المؤسسات وسيعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية من أصحاب المؤسسات، والعاملين، والمستثمرين، وأصحاب المصلحة، فيجب تعميم تطبيق ذلك النظام على أوسع نطاق كي تعود النزاهة والشفافية إلى منظماتنا في المجالات المختلفة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

×